السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الأمس كنت جالسا مع أحد الأصدقاء ، وحيث أنني أعرفه عن قرب فقد ألتمست منه ما يجول بخاطره من مفاهيم الحياة التي تكاد أن تقضي على سعادته في الدنيا ، فكم منا من يضع طريق حياته وفق منظوره وأعتقاده وأوهامه وظنونه بعيدا عن المنهج الرّبّاني الصحيح وهو دين الفطرة الذي ينهاك عن مخالفة الفطرة من حيث التعامل مع سنن الحياة بل ينهاك عن رد القضاء ، ثم أنني قمت أفتح معه باب التفاءل لكي يهدأ وان يفكر ويشكر الله على نعمه الكثيرة (( وأن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)) ، وكان كثير ما يشغل تفكيره بالمستقبل وخوفه منه ؟، فرأيت منه أنه يستبق الأحداث (( أتى أمر الله فلا تستعجلوه)) قال أحد الواعظين ( أن أعطاء الذهن مساحة أوسع للتفكير في المستقبل وفتح كتاب الغيب ثم الأكتواء بالمزعجات المتوقعة ممقوت شرعا لأنه طول أمل ومذموم عقلا ) فالخوف من الفقر والمصائب من مقررات مدارس الشيطان (( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا )) لذلك كان لا بد أن يكون منظورنا للحياة وفق منطق الوحي وهذا منطق الوحي يقول جل جلاله في محكم تنزيله (( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم الا في كتاب من قبل أن نبرأها)) وفي الحديث ولا تقل (لو أني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا ولكن قدّر الله وما شاء فعل ) ، لقد كان حديثنا يتناول جانب التعامل الاجتماعي وقد تبين لي أن الأمر لا يقف عند القضاء بالقدر فقط بل أن هنالك مفاهيم خاطئة لدى هذا الصديق كوّنتها العزلة عن مجالس أهل العلم والمعرفة وبعده عن كتاب الله بل عدم أستحبابه للقراءة والأطلاع ، وكان كثير ما يقول لي أن الحياة قد علمته كل شي ولا يحتاج ان يتعلم من أحد أو يرشده الى الحق (( ومن أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا)) (( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم)) فقلت له أن الله كفيل بسعادتك (( أمن يجيب المظطر اذا دعاه)) فأرجع الى الحق وأقرأ كتاب الله وتفقه بنعمه ................. أنتهى