لازالت لمسات ماجدالفنيه تتجدد رغم تقدم العمر
في ليلة تاريخية أرادها النصر عالمية لتكريم الأسطورة السعودية ماجد عبد الله وبرعاية سلطان الرياضة ونائبه, عزف النصراويون سيمفونية كروية أيضا خالدة وهزموا ريال مدريد 4/1 في يوم تكريم نجم النجوم ومرعب الحراس وعريس الكرة السعودية وهدافها التاريخي الذي لعب بالأمس آخر 15 دقيقة في حياته الكروية على ملعب إستاد الملك فهد الدولي في الرياض والذي طالما شهد صولاته وجولاته وارتبط بإبداعاته وأهدافه التي سجلها التاريخ وتغنت بها الأجيال.
ليلة الأمس كانت غير عادية بحضور ريال مدريد بكامل نجومه وإدارته الفنية وبحضور جماهيري غير مسبوق في ملعب الدرة. لعب النصراويون كما لم يلعبوا من قبل ليكون احتفال ماجد أسطورياً كما كان هو في الملعب وداخل المستطيل الأخضر وخصوصا في منطقة الجزاء. الأهداف الخمسة التي شهدها اللقاء جاءت جميعها في الشوط الثاني الذي امتلأ بالإثارة والتشويق والمتعة بعد أن تحولت المباراة إلى كرنفال رياضي في فنون المستديرة الساحرة التي دانت لنجوم فارس نجد المطعمين بخيرة نجوم الكرة العربية والسعودية.
نزل مالك معاذ فتحولت الدفة كاملة إلى النصر وتلاعب عبده عطيف بنجوم الريال فأصبح النصر (عال العال) وتغنت المدرجات بالأداء الرجولي وافتتح التسجيل روبن للبطل الإسباني فرد عليه مالك بالتعادل وسجل نشأت أكرم الثاني ومن بعده رأسية ولا أروع من المتخصص كريري قبل أن يتم الرباعية الموهوب مالك معاذ الذي استعاد كثيرا من خطورته التهديفية التي غابت عنه كثيراً طوال الموسم الماضي.
لقد كانت ليلة تاريخية أسطورية احتفاء بالأسطورة ولذلك كانت نتيجتها أيضا تاريخية لم يتوقعها أحد، جاءت على أنغام سعودية نصراوية في ليلة فرح عاشتها جماهير الكرة السعودية والعربية في وداعية ماجد عبد الله.
كانت البداية هادئة استعراضية من الفريقين اللذين حاولا تقديم مباراة سريعة وحماسية رغم البعد عن الشحن أوهاجس الخوف من النتيجة, فاستفاد على الأخص فريق ريال مدريد من مساحات الملعب الكبير وأظهر نجومه جوانب من حالات الانسجام والتناغم بين عناصر الفريق العريق, وظهر ذلك من التمريرات البينية السريعة وتبادل المراكز ومحاولات الاختراق لمرمى الدعيع من العمق فيما تفرغ لاعبو النصر لمراقبة تحركات الفريق الملكي والتقليل من مخاطرها على مرمى العملاق الآسيوي الأول محمد الدعيع الذي تعرض من أولى دقائق الشوط لعدد من التهديدات الحقيقية تعامل معها ببراعته المعهودة، وإن كانت حالة عدم التجانس واضحة على محصلة أداء فريق نجوم فريق ماجد عبدالله، وكانت المجهودات الأدائية والمهارية للاعبين هي الفيصل في المحصلة النصراوية.
وعمد مدرب ريال مدريد شوستر من جانبه إلى إعطاء الفرصة لعناصره المكونة من كل من: إيكر كاسياس (حراسة المرمى), والأرجنتيني هانيسه, وبيبي، سيرخو راموس, ومارسيليو، وبابتسيتا، وجاجو, وجوتي, وروبينيو, وراؤول جونزاليس.
فيما اختار المدرب السعودي ناصر الجوهر أن يبدأ بفريقه المكون من كل من محمد الدعيع (حراسة المرمى), أحمد البحري, وماجد العمري, وأسامة المولد, وماجد الهزازي, ومشعل المطيري (خط الظهر)، وحسني عبد ربه, ونشأت أكرم, وسعود كريري, وخالد عزيز, وريان بلال.
ومثل هذه اللقاءات عادة ما تكون مفتوحة التغييرات بالنسبة للمدربين, وظهرت منذ أحداث الشوط الأول عندما بدأ بها المدرب السعودي ناصر الجوهر عندما أشرك عريس المهرجان ورجله الأول والمحتفى به من آلاف الجماهير الرياضية السعودية ماجد عبدالله الذي حل بديلاً للمهاجم الشاب ريان بلال أحد آمال النصر المقبلة والمتسبب بنيل بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد للأندية الممتازة, واستقبلت الجماهير الغفيرة الأسطورة بتحية عاصفة من 70 ألف متفرج احتضنتهم جنبات درة الملاعب.
وأجرى شوستر ثلاثة تغييرات دفعة واحدة شملت حراسة المرمى كاسياس, وراؤول, وراموس.
وأتيحت خلال مجريات الشوط الأول أكثر من فرصة كانت تحمل إشارات التهديف ارتدت إحداها من العارضة، ووقف الدعيع سداً منيعاً أمام كرات باتيستا وسافيولا ونيستلروي وراؤول, وأتيحت فرصتان حملتا رائحة الخطورة على مرمى كاسياس ثم بديله بوبيتش البولندي.
إلى أن أعلن حكم المباراة السعودي مطرف القحطاني عن نهاية مجريات الشوط الأول لمباراة التكريم التاريخية لماجد الذي أظهر بعض اللمحات الفنية بتحركاته المعروفة التي أقلقت دفاعات الفرق والمنتخبات على حد سواء. واكتفى الأسطورة ماجد عبدالله بالدقائق الـ 15 التي لعبها كآخر عهده بملاعب كرة القدم..!
وحمل الشوط الثاني أجواء مختلفة عن سابقه من حيث التكوين العناصري الذي اعتمد على تغييرات متعددة فرضها مدربا الفريقين، في محاولة واضحة منهما لمنح عناصرهما الموجودة فرصة المشاركة التاريخية ولو لمدة دقائق ستحفظها الذاكرة السعودية على وجه التحديد. والتغييرات العناصرية من قبل بيرند شوستر فاحت من عبقها رغبة هذا الألماني لتحقيق فوز معنوي يضاف إلى تاريخه التدريبي مع الفريق. وحل المهاجم الأهلاوي الخطير مالك معاذ بديلاً لماجد. وأبرز الأسماء التي دفع بها شوستر في الشوط الثاني النجم الإيطالي كانافارو, والهولندي الأشول روبين المعروف بتقدمه السريع نحو مناطق الخطر للمرمى، وهو ما حدث بالفعل من قدمه عند الدقيقة 49، بعد كرة تبادلها مع زميله ومستفيداً من حالة التباعد بين عناصر خط الدفاع النصراوي ليجد نفسه في وضع مريح مصوباً الكرة في الزاوية اليمنى للحارس العملاق محمد الدعيع، هدفاً أول في اللقاء، وتفاعل معه جمهور اللقاء الذين جاؤوا من أجل المتعة والاستمتاع والوفاء. ولكونها مباراة استعراض غابت التأثيرات والضغوط على الفريقين والدليل على ذلك قدرة لاعبي النصر على مسايرة اللعب الجميل ومبادلة نظرائهم الإسبان في منتصف الملعب، ومنه انطلق لاعبو الوسط على وجه التحديد ليقدموا مهاراتهم ويستعرضوا بها فناً بفن، وإبداعاً بإبداع, وهو ما نفذه كل من نشأت أكرم مع زميله معاذ الذي ترجم كرة متبادلة بين الاثنين عند الدقيقة 54 لم يتوان عن تسجيلها هدف التعادل للنصر.
وأتى هذا الهدف السريع والبديع بتأثيره على نشاط وتفاعل حقيقي على أرض الملعب الذي شهد هدف التقدم النصراوي بقدم نشأت أكرم سبقه إبداع من النجم الدولي السعودي عبده عطيف الذي صنع الهدف الثاني 57، ولم يكتف الطغيان الأصفر الذي أربك مجموعة شوستر بصورة ما كان يتوقعها, والدليل على ذلك الهدف الثالث النصراوي الرأسي الخاطف من محور المنتصف الدولي سعود كريري الذي غمز كرة ركنية من دون رقابة على يمين الحارس الدولي البولندي بوبيتش مسجلاً هدفاً طارت معه عقول وقلوب الجماهير 61، وليتقدم فريق ناصر الجوهر بثلاثة أهداف جميلة لا تعني بحال من الأحوال تقاعساً من لاعبي شوستر بقدر ما هو تألق وتميز قاده المبدعان عبده عطيف ونشأت أكرم. ولأنها تبقى مباراة تكريم واستعراض فني مهاري, واصل نجوم ريال مدريد تقديم الفن والمتعة والخطورة بقيادة المالي المبدع محمد ديارا الذي عمد إلى التسديد عن بعد ربما لأنه لا يعرف من هو المتواجد بالمرمى وهو عميد لاعبي العالم محمد الدعيع.
ومنح الجوهر فرصة للمهاجم علاء الكويكبي والمدافع إبراهيم شراحيلي لتكون لهما ذكرى جميلة في سجلهما الكروي وهما يشاركان في اللقاء, وتبعهما حارس المرمى محمد شريفي الذي حل بديلاً للدعيع, وكذلك المدافع التونسي عصام المرداسي بديلاً لأسامة المولد ونايف القاضي، كامتداد لقائمة الشرف التاريخية التي اختارها ناصر الجوهر بتنسيق مع المحتفى به ماجد عبدالله، فكانت المتعة والاستمتاع والبهجة والروعة حاضرة بكل تفاصيلها وعبقها المثير الذي ولا شك لبى تطلعات هذه الجماهير الغفيرة، وأكدها بصدق تألق خاص من المبدع مالك معاذ بهدف رابع مثير من كرة اجتهد فيها علاء الكويكبي 89
آخر 10 مشاركات
الإهداءات
منذ /21-05-2008
النصرالسعودي يصعق ريال مدريد الأسباني لعيون ماجد
العرض العادي
