هل أصبحت كل مشاكلنا "قيادة مرأة" ؟!</B>
ترغمك الظروف أحيانًا إلى أن تدلو بدلوك تجاه موضوع معين ، فالمحيط من حولك لا يكل وهو يطالب بما يرونه مشكلة العصر "قيادة المرأة للسيارة" ، كنت وما زلت لا أعطي رأيًا في الموضوع ، فثقتي بأني لن أرضي الطرفين يجعلني صامتًا ، ولكن أستغرب هذا التعاطف الكبير مع النساء وكأنهن سلبن من حق كان لهن ، وتناسينا أمورًا ومطالب وأخلاقيات كثيرة نطالب وندعو إليها ، وكأن كل مشاكلنا ستحل بقيادة المرأة للسيارة !!
تخيل معي هذا المشهد ، رجل ينتظر متجرًا ليفتح في موعده الذي علقه على باب المتجر ، هذا الرجل ينتظر نصف ساعة ولم يأت صاحب المتجر ، فينصرف لقضاء حاجاته الأخرى ويضطر إلى أن يغير في جدوله ليأت للمتجر في وقت لاحق ، أو مواطن يريد استلام بطاقة هويته فيأتي في الموعد المحدد لاستلام البطاقة فيجد من يقول: " بطاقتك ما خلصت وبكرا إجازة العيد ، راجعنا بعد أسبوعين" ، لم أرى أولئك المتحمسين لقيادة المرأة للسيارة يناقشون مشكلة عدم احترام الوقت التي سادت وتفشت في المجتمع ، بل أصبح الواحد أحيانًا يتأخر في مواعيده لكي لا يضع زميله الذي يتأخر دائمًا في حرج كبير.
ومن المضحك أن تجد شابًا يطالب بأن تقود المرأة وأنه من أبسط حقوقها ، وكأنها طالبت هي بأن يُسمح للشاب بالدخول إلى المراكز التجارية ، فتذهب أنت أيها الشاب إلى مركز تجاري لأجل أن تتسوق أو تشتري هدية لأب أو أم أو أخ أو صديق فتجد ذلك الذي يقول: "معليش ، عوائل !!" ، أو يزورك شقيقك من بلد بعيد فتود أن تتعشى معه في مطعم فخم داخل مركز تجاري فتجد نفس الرد.
أنا لست مع أو ضد قيادة المرأة ، ولكن ليس من الصحيح تحديد يوم لخروج النساء ، فالوضع من ناحية نظامية أو أمنية ليس مهيئا بعد ، والشوارع المليئة بالحفر والمطبات لا يحلها أن تقود المرأة السيارة ، بل لدينا العديد من المشاكل والأخلاقيات التي يجب أن نجد لها حلاً ، واحترام الوقت من أهمها ، فلكل فتاة "محتاجة" احتسبي الأجر واصبري ، ولكل شاب "متحمس" شد حيلك .. فأهلك أولى بك !
م ن ق و ل
وتقبلوا تحيتي ... </B>