شاب سعودي مقيد بالأغلال منذ 6 سنوات والسبب "أنثى من ملوك الجن"

"خبر الجوف" خالد الشمري




منذ ست سنوات يرقد الشاب السعودي تركي، 29 عاماً، في شبه غيبوبة مقيداً بالسلاسل، في شقة صغيرة بمكة المكرمة؛ إذ يعتقد أبوه أن الابن (تلبسته) سيطرت عليه جني "أنثى".

قدمت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية اليوم تقريراً عن الشاب تركي، الذي عرفه والده بهذا الاسم فقط، وقال "إن الشاب تنتابه أحياناً حالات تشنج، فيتلوى جسده بالكامل، وتتحول عيناه إلى اللون الأبيض، ثم نسمعه ينطق بصوت أنثى".

وقالت الصحيفة: في البداية، صدرت عن الشاب بعض السلوكيات الغريبة، فاصطحبه والده إلى بعض قراء الرقية الشرعية ليتلوا عليه القرآن الكريم، يقول الأب "إن معظم من قرؤوا عليه كانوا يصابون بالخوف عند سماع صوت الجني الأنثى وهي تخبرهم أنها من ملوك الجن ولن تخرج من جسده إلا إذا مات تركي".

ثم نصحه أحد قارئي الرقية بتقييد الشاب من قدميه وذراعيه في الأغلال، ويظل يتلو عليه القرآن الكريم، ويقول الأب "بالفعل نفذنا نصحية قارئ الرقية "وما إن نقرأ عليه القرآن الكريم حتى يهدأ الشاب تماماً، ثم يدخل في غيبوبة تامة ولا يدري بما يحدث حوله، إنه لا يتحدث ولا يتسبب بأذى لأحد".

وتقول الصحيفة: يعيش تركي مع والدته المطلقة وثلاثة إخوة صغار بالإضافة إلى زوجته في شقة صغيرة في مكة المكرمة، ولا تملك الأسرة من مورد سوى راتب من برنامج الضمان الاجتماعي يبلغ نحو 860 ريالاً سعودياً، وكانت أم تركي قد طلقت قبل أن يصاب تركي بهذا المرض.

ويقول والد الشاب تركي إنه هو نفسه كان قد تلبسه جني وهو طفل في التاسعة من عمره، وظل يعاني منه لما يزيد على 40 عاماً، حتى تمكن رجل دين من طرده من جسده، ويضيف الأب "اعتدت أن أرى امرأة تبدو أحياناً جميلة وأحياناً شديدة القبح، في مرات كانت المرأة تظهر محاطة بالنار وأحياناً تبدو بأطراف حيوانات".

وقد قام أستاذ الشريعة وعضو جمعية حقوق الإنسان بمكة المكرمة الدكتور محمد السهلي بزيارة الشاب تركي، فوجده في شبه غيبوبة، وقال السهلي "إن الشاب لا يدري بما يجري من حوله، ولا يستطيع تناول طعامه أو شرابه أو الذهاب إلى الحمام دون مساعدة".

وعندما بدأ الدكتور السهلي تلاوة بعض آيات القرآن الكريم، أصيب الشاب بنوبة غضب شديدة كادت تلقيه خارج سريره.

وقال الدكتور السهلي للصحيفة "عندما توقفت عن التلاوة هدأ الشاب، وذهب في غيبوبة، فلم يعد يعي بما يجري من حوله".

وأثنى الدكتور السهلي على زوجة الشاب تركي، وإصرارها على البقاء إلى جواره، رغم ظروفه، كما طالب السهلي وزارة الشؤون الإجتماعية بتوفير مسكن أفضل للأسرة وأن يتم ضم الشاب تركي إلى برنامج الضمان الاجتماعي.