قصة المثل: (عيدوا صلاتكم يا جميلة)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
في الحقيقة تذكرت هذا الموضوع وأنا أتصفح هذا القسم
ولا أدري لعل غيري كتب ما سأذكره هنا قبلي
ولم أستطع تصفح كل القسم للتأكد لبطء الإنترنت عندي
...
القصة هذه (وهي فكاهية) واقعية وليست من نسج الخيال
العشائر عندنا في العراق تتداول (فكاهايات) عن العشائر الأخرى
والعرب يتداولون (نكاتا) كردية
والأكراد يتداولون (نكاتا) على العرب
وهكذا
وربما يؤلف بعضهم (النكات) على الآخرين
لكنني هنا أخالف العادة فأذكر (نكتة) جميلة رغم أني جميلي فأذكر هذه القصة المضحكة ولا أرى أن فيها انتقاصًا من قدر عشيرتنا
بل تدل على أن الجميلة في بعض المناطق الريفية التي تخلو من المساجد يؤدون الصلاة جماعة ومنذ زمن على خلاف كثير من العشائر لاسيما إذا علمنا أن هذه القصة يتداولها الناس منذ عشرات السنين
وصارت مثلاً على الأمر المتكرر أو الذي يطلب تكراره
مختصر القصة
يروى أن قوما من الجميلة كانوا في مناسبة (عرس أو ما شابه ذلك)
فدخل وقت الصلاة
وقاموا لأدائها جماعة
ونظر بعضهم إلى بعض
فرأوا شاباً حسن المنظر
وربما صاحب لحية
فتوسموا فيه القدرة على الإمامة
فقدموه ليأمهم
فرفض
فألحوا عليه
فتمنع
فدفعوه دفعًا
ووجد الرجل نفسه على سجادة الإمام وفي محراب المصلين من غير حول منه ولا قوة
وحار الرجل ماذا يصنع
فاستقبل القبلة وهو مصفر الوجه مرتبك لا يدري ما يقول
فكبر وصلى بهم الركعة الأولى كيفما اتفق بعد أن نشف ريقه وارتجفت أطرافه
حتى سجد
وسجدوا
فأطال السجود
والقوم يكثرون التسبيح
فلما طالت السجدة أكثر مما يطيقون
ملَّ القوم
وتململوا
وتمايلوا تعباً
وتنحنحوا
فأنكروا ما يجري
فاختلس أحدهم النظر
فلم يلمح إمامه أمامه
فرفع رأسه وتلفت
فلم يجد له أثراً
فقام لإصحابه وقال لهم منبهاً
(عيدوا صلاتكم ياجميلة)
...
فالشاب لم يجد في نفسه القدرة على إكمال إمامة القوم في الصلاة
فانسحب منها
وترك الوليمة
وترك القوم سجدًا
...
وهكذا تناقل الناس القصة
حتى صارت مثلاً كما أسلفنا
لدرجة أن الناس في أكثر مناطق العراق إذا استغرب أحدهم تكرار الآخر لسؤال أو طلبه فعل أمر ما
قال له باستغراب:
كل شوية عيدوا صلاتكم ياجميلة؟؟؟؟؟؟؟؟
...
ملاحظة:
نكتة تطلق في عرف الناس (عندنا في العراق) على القصة الفكاهية أو الخبر الظريف