الشاعر الكبير : فهيد الباطح الجميلي
ابتلزا مير ما البال منساح
قالو علامك قلت لا تنشدوني
هنّيت من باله سليمٍ ومرتاح
ماله ومال الناس لو يوخذوني
ما جرّب الفرقا وخاف الحشا باح
من الباديه يوم افتراق الضعوني
شدّو من الماء مالهم كل ميلاح
يتلون مشهاهم على ما يبوني
دنّو ثقيل الزّمل مع فجر الاصباح
مستعجلين وعدّهم ينهموني
بمراحهم تذري الهبايب والارياح
وسكّانته ما عدّهم يعلموني
خلّو علاماتٍ على المرح طيّاح
جفّ التّنك ومقرقعات الشّنوني
نطّيت لي رجمٍ على راس ملواح
واخيل بعيوني توال الضّعوني
زاعت ضعينتهم من القاع مشواح
ساعة تبين وساعةٍ يختفوني
تخالطن حولاتهم هي والاشباح
وتوزلفن بهم طوال المتوني
يمكن معشّاهم على البل مرواح
واهل الغنم من دونهم يمرحوني
معهم وليفٍ ماشيٍ لي بالانصاح
ودّي بقربه لو هله ما يبوني
واعطيه ما حاشت يديني والارباح
ويا ليت اهلها بالطّمع يسمحوني
هذا الهوى غبّت بحر وانت سبّاح
ناسٍ تضيع وناس به ينجحوني
يفتح لك ابواب السعادة والافراح
عقب الطّرب لازم تشوف الغبوني
يا مجيرت الله يا ضعن واحدٍ راح
كلّن يهون وفرجته ما تهوني
يوم الفراق اقشر من اخّاذ الارواح
وتالي الوداع مشاهدٍ بالعيوني