قمر صناعي إسلامي ينهي الخلاف في توحيد رؤية هلال رمضان
القاهرة:محمد الشريف
انتـقد الدكتـور" علـي جمـعة" مفتـي مصـر انشغـال كثـير مـن المسلـمين بالمظاهر الاستهلاكية التي استحوذت على جانب كبير من اهتمامهم أثناء شهر رمضان،, وقال في حديث لـ"اليوم":إن الخلاف بين البلاد الإسلامية في توحيد رؤية هلال شهر رمضان، وتحديد بدايات الصيام قضية فقهية اختلف حولها العلماء كثيرا ،ومازال الخلاف مستمرا ، والأمر يرجع إلى اختلاف المطالع بين هذه البلدان لافتا إلى أن الرؤية البصرية، بأية وسيلة كانت في تحديد بداية شهر رمضان هي الأصل والحسابات الفلكية الصحيحة مكملة لها ، كما تطرق د.جمعة في حديثه إلى بعض القضايا التي تهم الأمة الإسلامية،و كشف عن إطلاق قمر صناعي إسلامي يقوم بتحديد دخول الأهِلَّة و ينهي الخلاف في ذلك وفيما يلي تفاصيل هذا الحديث: الخلاف كل عام * عادة ما يتكرر الخلاف كل عام حول رؤية هلال شهر رمضان ،بالرغم من فتاوى أصدرتها المرجعيات الدينية في العالم الإسلامي، لحسم الخلاف حول توحيد المسلمين في تحديد بدايات الصوم ، فلماذا إذن استمرار هذه الخلافات؟
القمر الصناعي الإسلامي
*مسألة الخلاف حول تحديد بداية صيام شهر رمضان المبارك بدأت تتضاءل عما كان يحدث في الماضي ، وأغلب البلدان تتوحد الآن في صومها ،وإن شاء سينتهي الخلاف حول رؤية الأهلة عقب الانتهاء من تشغيل القمر الصناعي الإسلامي عما قريب، أيضا لكل بلد مطلعه ، أي اختلاف المطالع ،إذن المشكلة فقهية ومادام المسلم يصوم 29 يوما على الأقل ويبدأ الصيام حسب رؤية الهلال فلا شيء عليه ، أي أن من رأى الهلال في نهاية شهر رمضان يفطر ومن لم يره يتم شهر رمضان ثلاثين يوما .
الحسابات الفلكية
*من ضمن النقاط التي تثير الخلاف حول رؤية هلال رمضان أن بعض الدول تفضل الأخذ بالحسابات الفلكية ،وبعضها لا يأخذ بها وإنما الرؤية عندهم هي الأساس فهل الأفضل الأخذ بالحسابات الفلكية أم الرؤية ؟
*نأخذ بالرؤيا لأنها الأصل والحسابات الفلكية مكملة ، فالحسابات الفلكية في المسائل العلمية لها وزنها في ضبط الأمور والمواقيت ، لكن الأصل في تحديد بدايات الشهور الرؤية.
المسلمون مشغولون
* نرى كثيرا من المسلمين مشغولين بالاستمتاع بالسهر في النوادي والجلوس لمشاهدة الأفلام والمسلسلات حتى الصباح، بدلا من الانصراف الى العبادة ،فكيف يمكن الأخذ بيد هؤلاء للطاعة؟
*للأسف أن كثيرا من المسلمين لا يفهمون الحكمة من العبادات في الإسلام، وخاصة الصيام،وبالتالي فهم يركزون على الشكليات وليس على جوهر الأشياء وتصير هذه العبادات غير مؤثرة أو ذات قيمة في حياة الإنسان،فلو فهمنا المقصد والهدف الحقيقي للصيام وهو تحقيق التقوى لقول الله تعالى: (يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)،لاستقامت الأمور كلها ،ولمَا اهتم كثير من المسلمين بإضفاء كثير من العادات والمظاهر الاستهلاكية، وتعدد الأنماط الاستهلاكية على شهر رمضان المبارك ولاتخذوه موسما للعبادة والتوبة الى الله عز وجل خاصة وان هذا الشهر يضاعف فيه الثواب وفيه ليلة القدر .
موائد الرحمن
*هناك ظاهرة مصاحبة لشهر رمضان ، وهي إقامة موائد لإفطار الصائمين(موائد الرحمن) في الميادين والأماكن العامة والمساجد والساحات الشعبية ، فما هي مشروعية هذه الموائد في الإسلام ؟
*شهر رمضان هو شهر تزداد فيه الخيرات والبركات وتتنزل فيه الرحمات من الله عز وجل على عباده ويزداد فيه الثواب ، ولقد كان رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- أجود ما يكون بالخير في شهر رمضان ،إن ما يقوم به بعض المسلمين من أعمال الخير في شهر رمضان مثل إقامة موائد الرحمن لإ فطار الصائمين طمعا في الثواب من الله -عز وجل- ما هو إلا لون من ألوان تكافل المسلمين،وتأكيد لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- ( من أفطر صائما فله مثل أجره ) ، فموائد الرحمن هذه من صور التكافل والتراحم بين المسلمين التي أمر بها الإسلام لكفالة الفقراء والمحتاجين ، وبالتالي لابد أن تكون خالصة لوجه الله عز وجل ، وألا يقصد صاحبها من ورائها التباهي أو التفاخر .
خمسة نجوم
* لكن ما حكم من يتباهى ويتبارى بإقامة موائد الرحمن خمسة نجوم ،في وقتٍ باقي المسلمين في نفس البلد لا يجد القوت والخبز ؟
*وهل دخلنا في نية صاحب هذه المائدة وعرفنا إن كان يتباهى أو يقصد بذلك إكرام ضيوف الرحمن ، ونعرف أن النية محلها القلب ولا يطلع عليها إلا الله سبحانه وتعالى .