نظام ساهر، نظام أصبح ماليء الدنيا وشاغل الناس، أسهر المجالس ووصل صداه حتى الأطراف النواعس.
فكرة نبيلة المقصد وأداة يراها المرور وسيلة لقمع كل من تهور وتمرد.
الفكرة نبيلة كما قلنا وجميلة، ولكن التطبيق زاد همنا وألمنا. تطبيق أشعر الجميع أن النظام مجرد وسيلة جباية وصراف آلي لجمع الأموال، دون تحقق أو سؤال.
ويجيء النظام ليكمل الناقص مع شركات الكهرباء والاتصالات، هذه الشركات التي لا تعرف لغة سوا لغة ادفع وهات، شركات شطبت من قاموسها الإجابة عن أي استفسار أو أي تسهيل في المعاملات، وأصبح همها فقط، سدد ما عليك من المئات والريالات، واصبر حتى نفرغ لك لنرد على ما لديك من استفسارات.
بيروقراطية وأنظمة جعلت المواطن على صفيح ساخن فبدل أن يساند نظام ساهر ويساعد على تنفيذه أصبح في الجانب المعادي له، بل تعته بصفات عديدة تدل على الكره وعدم فهم فكرته وآلياته، فمن سارق، إلى راقد ..الخ.
لقد كنا نؤمل ونود أن يبدأ ساهر بمحاولة الابتعاد عن بالأساليب البيروقراطية وسياسات خلق الأعداء وإشعار المواطن أن كل شيء ضده واستبدال ذلك بأساليب مبتكرة تجعله يحس بأن النظام وضع له ومن أجله..ولو وصل الأمر إلى دفع مخالفة فإنه سيدفعها عن رضا وطيب خاطر.
لو حصل ذلك في المناطق التي لم تطبق ساهر الى الآن لخلق نوع من الصداقة والحميمية بين ساهر والمواطنين، ولأشعرهم أن النظام وضع من أجلهم وأن عليهم المشاركة في تفعيله والمحافظة عليه لأنه وضع من أجلهم وهم المستفيدون منه.
وأن هدفه الأول والأخير المحافظة على المواطن إما الغرامات فهي لتقويم الأخطاء فقط .
ماذا لو بدأ ساهر بشهر تجريبي، أو على أقل تقدير شهر مخفض، بحيث تصل للمخالف رسالة تغلف بالود والمحبة وتخبره بمخالفته وأثرها عليه وعلى مجتمعه، وأن المرور يأسف بتسجيلها وأن عليه تسديدها.
وماذا لو سبق ذلك أو تزامن معه تطوير للمرور من الداخل من حيث التعامل مع المراجعين وحل المشاكل ومباشرة الحوادث بسرعة .تخيل انتظار لوصول دورية المرور لفترة نزيد على الساعتين وعندما حضرت الدورية اكتفى رجل المرور بالطلب من أصحاب السيارات المتصادمة تحريكها من موقع الحادث، ثم أخذ وثائقهم وقال لهم انتظروا سأذهب لمباشرة حادث آخر وسأعود لكم، ولا ندري هل عاد أم هم الى الان ينتظرون، يحدث هذا في الرياض مع وجود شركة نجم، التي لازال نجمها مختفيا وسط زحام الرياض وحره.
أخيراً نترككم مع بعض الصور لساهرهم وساهرنا..ساهرنا المختبيء في الأماكن المظلمة ولوحات ساهرهم التي تدعوك لتخفيف سرعتك وتوضح الحد المسموح به كما انه عندهم لايفرق بين زيد أو عبيد من الناس فهو وضع للجميع :
ساهرنا
ساهرهم ( لاحظ الفرق )
تحياتي