اليكم جواب الشيخ السحيم ...... بارك الله فيه
عندما سأل عن الموضوع الذي ادرجه
اخينا الغالي ابو ماجد ....... حفظه الله تعالى
واجاب فضيلته :-
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأعانك الله .
أصل هذا القول لابن القيم رحمه الله ، فإنه قال في وهو يُبيّن العلم الممنوح للعباد والعلم الممنوع :
قال : ثم منعهم سبحانه علم ما سوى ذلك [ أي علم ما سوى ما ينفعهم ] مما ليس في شأنهم ولا فيه مصلحة لهم ولا نشأتهم قابلة لـه ، كعلم الغيب وعلمِ ما كان وكلّ ما يكون ، والعلم بعدد القطر وأمواج البحر وذرات الرمال ومساقط الأوراق وعدد الكواكب ومقادِيرها ، وعلمِ ما فوق السماوات وما تحت الثرى وما في لُجَج البحار وأقطار العالم وما يُكِنُّه الناس في صدورهم ، وما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد ، إلى سائر ما عَزَب عنهم علمه ، فمن تَكَلّف معرفة ذلك فقد ظلم نفسه ، وبَخَس مِن التوفيق حَظّـه ، ولم يحصل إلاَّ على الجهل المركب ، والخيال الفاسد في أكثر أمره .
وقال أيضا : ومن حكمته سبحانه ما منعهم من العلم علم الساعة ومعرفة آجالهم وفي ذلك من الحكمة البالغة مالا يحتاج إلى نظر فلو عرف الإنسان مقدار عمره فإن كان قصير العمر لم يتهنأ بالعيش وكيف يتهنأ به وهو يترقّب الموت في ذلك الوقت ، فلولا طول الأمل لخربت الدنيا ، وإنما عمارتها بالآمال ، وإن كان طويل العمر وقد تحقق ذلك فهو واثِق بالبقاء فلا يُبالي بالانهماك في الشهوات والمعاصي وأنواع الفساد ، ويقول : إذا قَرُب الوقت أحدثتُ توبة ، وهذا مذهب لا يرتضيه الله تعالى عز وجل من عباده ، ولا يَقْبله منهم ، ولا تصلح عليه أحوال العالم ، ولا يصلح العالم إلاَّ على هذا الذي اقتضته حِكمته ، وسَبق في عِلْمه ، فلو أن عبدا من عبيدك عمل على أن يُسخطك أعواما ثم يرضيك ساعة واحدة إذا تيقن أنه صائر إليك لم تقبل منه ، ولم يَفُز لديك بما يفوز به من همه رضاك ، وكذا سُنة الله عز وجل أن العبد إذا عاين الانتقال إلى الله تعالى لم ينفعه توبة ولا إقلاع ...
إلى أن قال رحمه الله : فَبَانَ أن من حكمة الله ونِعمـه على عباده أنْ سـَتَر عنهم مقادير آجالهم ومبلغ أعمارهم ،فلا يزال الكيِّس يترقّب الموت وقد وضعه بين عينيه فَيَنْكَفّ عما يضره في معاده ، ويجتهد فيما ينفعه ويُسرُّ به عند القُدوم .
والله تعالى أعلم .
الشيخ / عبدالرحمن السحيم حفظه الله تعالى
تقبل مروري
اخوك
سعود البناقي