يا وزير المياه والكهرباء.. مدننا تعاني العطش.. وقرانا تعيش في الظلام.. وأنت "تَعِدُ"

منذ 9 سنوات وأنت تَعِدُ و"بيروقراطيوك" يبررون.. وفواتير الكهرباء ترهق الجيوب

سبق تقول للمسؤول: تُعَدُّ الكهرباء والماء من أهم عناصر الحياة المدنية المعاصرة؛ فبدونهما لا حياة، ولا تنمية، ولا استقرار في حياة الشعوب؛ ما يتطلب إدارة هذين العنصرين بكثير من الاهتمام والتجديد والتحفُّز، ولاسيما في بلد حار أغلب فترات العام، وفقير في موارد المياه كالمملكة، مع ضرورة العمل المتواصل، وتوفير الإمكانات الهائلة؛ من أجل التطلع لمستقبل أفضل يعي الحاضر، ويصحح أخطاء الماضي.. فموضوعا الماء والكهرباء في مجتمعنا شائكان جداً؛ فنقص الموارد المائية من هواجسنا المخيفة، وانقطاع الكهرباء في هذا الجو الحار من الأخطاء "البيروقراطية"، التي لا يمكن التسامح معها؛ لذا سنقول لمعالي المهندس وزير المياه والكهرباء عبد الله الحصين، وهو المسؤول الأول عن الهيئات الخاصة بالمياه والكهرباء، كالمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، والشركة السعودية للكهرباء، وهيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج:

- وزارتك يا معالي الوزير المهندس من أهم الوزارات، وأكثرها التصاقاً بحياة الناس ومعيشتهم، فماذا أنت فاعل في معالجة مشكلة نقص المياه المزمنة، وانقطاع الكهرباء في أشهر الصيف الحارة والجافة؟.. نأمل ألا تكرِّر وعودك السابقة التي تُخلفها في كل عام مع ظهور بوادر أزمات مياه وكهرباء جديدة، تعصف بمدننا وقرانا!

- متى تعيد هيكلة قطاع الكهرباء وازدواج الجهد الكهربائي، إضافة إلى تنمية المصادر المائية، وخصخصة قطاع المياه التي سمعنا عنها كثيراً، ولم نرَهَا حتى الآن؟

- لماذا تُصرَف المليارات في دعم مشاريع تحلية المياه المالحة، التي لا نرى لها أثراً؛ فـ"وايتات" الماء تتكاثر في شوارعنا جيئة وذهاباً؟

- ماذا طوَّرت - وأنت رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، وتشرف على رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للكهرباء - في تصميم وتنفيذ المشاريع والبرامج اللازمة، بما يحمي مجتمعنا من شح المياه ونقص الكهرباء المزمنين، وكأننا من أفقر دول العالم رغم أننا من أغناها؟!

- ما آخر المشاريع التي نفذتها وزارتك والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة والشركة السعودية للكهرباء في تطوير وبناء محطات جديدة لتحلية المياه، وتوليد الطاقة الكهربائية في مختلف مناطق المملكة؟

- متى تأتي الخدمتان الغاليتان "المياه والكهرباء" للمواطن دون تزاحم ولا تدافع ولا فواتير عالية، ترهق الجيوب؟ ومتى تبشِّرنا بحل مشاكل شح المياه والكهرباء نهائياً بالتجديد والابتكار؟

- أين وعودك بإطلاق مبادرات وطنية عدة؛ بهدف تخفيض الاستهلاك الهائل للطاقة الكهربائية، ووضع حد للهدر الطائل؟

- ماذا ستفعل والطلب اليومي على المياه يرتفع باستمرار، في حين وزارتك لا تزال دون مستوى التطلعات، وتُدار بعقلية "الموظف الحكومي" لا التاجر "الشاطر" الذي يستفيد من فرص الاستثمار والتطوير وتحقيق الربح؟

- ماذا فعلت الوزارة "المترهلة" بالاعتمادات المالية الكبيرة "المليارات"، التي رُصدت لمشاريع من أجل مستقبل الأجيال القادمة؟

- منذ تعيينك قبل 9 سنوات ومطالبات أهالي قرى الجنوب تتزايد، ومعاناتهم تتواصل في عدم وصول الكهرباء، ووزارتك لا تحرِّك ساكناً؟

- ونأمل أن تجاوب عن السؤال الآتي: لماذا ترتفع فواتير الكهرباء الشهرية، التي يبررها مسؤولو الشركة بالقراءات الخاطئة للعدادات، التي ترهق جيوب المواطنين في فصول الصيف كل عام؟

- لماذا تسمح باحتكار بعض الشركات مشاريع الوزارة، ولا تدخل شركات جديدة لتقديم خدمات تنافسية، وتكسر احتكار السوق كما يتردد؟

- متى تستكمل وزارتك البنى التحتية والتوصيلات الأساسية، وتتخلص مدننا من «وايتات» المياه وصهاريج الصرف الصحي؟

- متى تنتهي معاناة المواطنين في أحياء العاصمة الرياض المتفرقة من الانقطاع المتكرر للمياه وشحها عن المنازل، خاصة في فترة الصيف؟

- أين الدراسات العلمية والبحوث المتخصصة التي تدعمها وزارتك في معالجة القائم من الإشكاليات، ووضع الحلول العملية كبقية دول العالم؟

- وإن كنت تردد في تصريحاتك الصحفية "الشبكة الكهربائية في السعودية من أفضل الشبكات العالمية" فاعلم - حفظك الله - أن أغلب شرائح المجتمع غير راضية عن خدماتها، وتتذمر منها؟

- وإن كنت ترى أن خدمات المياه للمنازل رخيصة الثمن فلتعلم أن الشركة الفرنسية المسؤولة عن شبكات المياه والصرف الصحي في المدن السعودية أكدت أن غالبية شبكات المياه في السعودية قديمة، بل تجاوزت عمرها الافتراضي، كما أنها حذرت من وجود مشكلة في مراقبة التسرب وصيانة الشبكات من قِبل الجهة المشرفة على إمدادات المياه، خاصة في الطائف والرياض ومكة المكرمة، وأن ذلك يهدر 45% من المياه.. فماذا أنت فاعل يا معالي الوزير؟

إننا يا معالي الوزير المهندس نعيش في بلاد جافة، حارة، وظروفنا البيئية قاسية، لا تخفى عليك؛ والمياه والكهرباء بالنسبة لنا نعمتان غاليتان من نِعم الخالق سبحانه وتعالى، ومع ذلك لا تزال مدننا، وقرانا، وبلداتنا تعاني أزمتَيْ "العطش"، و"الظلام" بشكل متواصل، وتتزايد طلباتها لمياه الشرب يوماً بعد يوم.. وتكثر حاجاتها للطاقة الكهربائية.. فماذا أنت فاعل لتنمية الموارد المائية، ودعم إنتاج الكهرباء لسد الحاجة؟ ومتى تُبنَى محطات التحلية، ومحطات توليد الطاقة، وتُوصَل لمن يطلبهما؛ على اعتبار أنهما لم تعودا ترفاً بل ضرورة حياة؟.. إننا نطلب من معاليك الاعتراف بالوضع الحقيقي للثروة المائية، وحجم الطاقة الصحيحة للكهرباء، والعمل على وضع خطة استراتيجية واضحة الملامح بعيداً عن المنافقين ومعدومي الضمير، الذين أضاعوا مقدراتنا بترددهم وضعف إدارتهم، والعمل لمصالحهم الخاصة.. إننا نريد منك تقدير الواقع وفق معلومات حديثة، وتخطيط شامل، واتخاذ موقف حقيقي، يُلبي متطلبات الحاضر، ويعي أهمية احتياجات المستقبل، ويفتح باب الاستثمارات الكبيرة والضخمة، وخصوصاً للشركات الوطنية التي تبحث عن تعاقدات في قطاعَيْ المياه والكهرباء، مع الأخذ بالمستجدات والمتغيرات، وطرح المشكلات، وإتاحة فرص للتعاون وتبادل الخبرات الأجنبية؛ لتحقيق التطور الحقيقي في قطاعَيْ المياه والكهرباء بالسعودية، التي تُعَدّ في مقدمة الدول الأكثر إنفاقاً على مشاريع إنتاج الكهرباء والمياه، لكنها أقلها في تقديم الخدمة.. كما نأمل من معاليك عدم تكرار عبارتك الشهيرة التي تشبعنا منها حد الملل "الوزارة تعمل المستحيل، وتسابق الزمن؛ لكي تتغلب على مشكلتَيْ الكهرباء والمياه في الصيف".. أما إن كنت سترددها هذا العام أيضاً فالاعتذار عن المسؤولية هو خير من تحملها دون تحقيق نتائج، تلبي رغبات ولاة الأمر – أيدهم الله - وتلامس تطلعات المواطنين.

الله يعين

يعطيك العافية

الله المستعان

الله المستعان

يعطيك العافيه

ردد ياليل ما أطولك

يعطيك العافية