في برية تلول الباج، حيث تمتد المساحات الواسعة المكسوة بالأعشاب البرية والأشجار المتناثرة، قرر محمد الجميلي وصديقه عبدالله الحويش الانطلاق في رحلة صيد جديدة. كان الصباح مشرقًا والهواء منعشًا، وانطلقا على متن سيارتهما المجهزة بالمؤن وأدوات الصيد.
بداية المغامرة
وصل الصديقان إلى موقعهما المفضل عند أحد التلال المرتفعة التي تطل على سهل واسع. بعد أن جهزا بنادق الصيد وتفقدا الذخيرة، بدأت خطتهما بالصيد من أماكن مرتفعة تتيح لهما رؤية أفضل.
بينما كانا يراقبان المنطقة بنظارات مكبرة، لمح عبدالله قطيعًا من الغزلان في الأفق، يتجول على أطراف وادٍ صغير. اتفقا على تقسيم المهام: محمد سيقترب بحذر عبر الصخور، بينما يبقى عبدالله في مكانه لتقديم الدعم عند الحاجة.
المفاجأة الغامضة
بينما كان محمد يزحف بين الأعشاب الطويلة، سمع صوتًا غير مألوف، وكأنه خشخشة أقدام ثقيلة على الحصى. أشار بيده لعبدالله ليقترب بحذر. وعندما انضما معًا، اكتشفا آثار أقدام غريبة وكبيرة، لم تكن تشبه أي حيوان معروف في المنطقة.
أثار ذلك فضولهما، فتتبعا الأثر الذي كان يتجه نحو وادٍ كثيف الأشجار. فجأة، دوى صوت هدير قوي أعقبه صوت تصادم. تسلل الخوف إلى قلبيهما، لكن شغف الاستكشاف كان أقوى.
المواجهة المذهلة
عند وصولهما إلى حافة الوادي، شاهدا مشهدًا لا يُنسى: ثور بري ضخم يشتبك مع ذئب في معركة شرسة على جثة غزال حديث الصيد. حاول عبدالله التقاط صورة بكاميرته، لكن صوت نقرة الكاميرا أثار انتباه الذئب، الذي استدار نحوهما بعينين متوهجتين.
في لحظة توتر، أطلق محمد طلقة تحذيرية في الهواء، مما جعل الذئب يفر هاربًا. أما الثور، فقد هدأ بعد أن أدرك غياب التهديد، وعاد ليتغذى على الغزال.
العودة للمعسكر
بعد هذه المواجهة المذهلة، قرر الصديقان العودة إلى المعسكر قبل حلول الظلام. أثناء طريق العودة، لم يكفا عن الحديث حول تلك المغامرة المثيرة، متسائلين عن سر وجود ذلك الثور البري في المنطقة.
في المساء، جلسا حول النار يتناولان طعامهما ويتحدثان عن دروس المغامرة: الحذر من المجهول، وقوة الطبيعة التي تتجلى في صراع البقاء. كانت رحلة صيد مختلفة تمامًا عن سابقاتها، لكنها بالتأكيد تركت ذكرى لا تُنسى في برية تلول الباج.
🍬🍬🍬