الاجتماع درع لأي تقلبات اجتماعية ، والشمولية اسم جامع ينطوي تحته منظومة كاملة تستمد قوتها من تجمعها وتعكس وجودها بانتشار أفرادها لتحقق منفعة جيدة لتلك المنظومة ،
فالشمول يزيد من رقعة المنظومة ، بخلاف الخصوصية التي تضعف المنظومة وتقضي على تواجدها بحيث لا يمثل الجزء بالشكل المضمون لقلة أفراده ، فالتباين مطلوب وتعدد التوجهات مرضي نوعا ما في الجزئيات بحيث لا يتعارض مع الشمولية والإطار العام للمنظومة .
هنالك فرق بين المنظومة وبين الرغبة بعمل منظومة ....فالمنظومة لم تاتي من فراغ بل من عمل طويل يحكمه مصالح مشتركه وله مقومات كبيرة يتبناها أفراد لهم تاريخ واسع يثبت أحقيّة وتواجد زعماء هذه المنظومة .... لذا لعلك تضرب على وتر الرغبة بعمل منظومة وهذا يتطلب الكثير بالأضافة الى معرفة مدى الأستفادة من عمل هذه المنظومة .
فبدأ تسارع بعض أفراد المنظومة إلى فرد عضلات الخصوصية فوق وحدة الاجتماع وتوثيق تلك الخصوصية بين أوساط النشأ الذي يغيب عنه مضمون الشمولية ،
فزوايا المنظومة تتسابق بينها وفق ما تسطره من إبداعات من أفرادها على صعيد فقط تلك المنظومة متجاهلة الإطار العام للمجتمع .
طيب من هو مؤسس الشموليه ؟؟اليس ان يكون الاجدر منه ان يجتمع مع هؤلاء الافراد الذين يفردون عضلات الخصوصيه وتوضيح خطة الشموليه التي ينادي بها . اليس من حق تلك الافراد ان يبدوا رأيهم ام ان المؤسس يرى انه على صواب والاخرين على خطأ ناهيك عن ان هذا المؤسس لم يراعي خصوصيات الافراد وأنتماءاتهم الحقيقيه وجاء لنسف الحقيقة ووضع شمولية التزيف
لذا غابت الشمولية وغابت المنظومة من الإطار العام للمجتمع . واقتصر الجهد فقط داخل المنظومة الواحدة على شكل زوايا متخالفة في الإطار العام للمنظومة ومنحصرة داخل إطار ضيق لا يتعدى حدود المنظومة .
هنالك دعامات قويه تساند هذه المنظومة الواحدة لانها تمتلك الصدق والامانة والشفافيه وهذا النجاح يدعمه حقوق هذه المنضومة الواحدة ودليلنا على ذلك النجاحات المستمرة لكلا الزوايا المختلفة داخل المنظومة فكلاهما يسيران في توازي
لذا كنا ننظر الى أن نتخطى الحواجز جميعا وفق توافق إجتماعي شامل ، فالعلاقة بينها علاقة طردية فلا يكون تخطي للحواجز بلا توافق اجتماعي ، ففي الواقع لا توجد مسافة إطلاقا قبل مرحلة تخطي الحواجز مع التوافق الاجتماعي للمنظومة ، فالجميع يحمل نهج اجتماعي واحد ويسعى لتخطي الحواجز وفق رؤية مستقبلية جامعة وشاملة .
هذه وجهة نظر نحترمها لكن لا توافق حقوق المنظومة الواحدة فشعار الشموليه شعار شفّاف لا لون ولا طعم لان هنالك أكثر من منظومة بدأت تتخذ لها مسار مختلف عن المنظومة الاخرى ووجدت لها الوانا وطعما بهيج
فتخطي الحواجز هو بمثابة الانتقال من مرحلة ما إلى مرحلة أفضل من سابقتها باعتبارها هدف قابل للتحقيق . بينما التوافق الاجتماعي هو الوصول إلى حالة مرضية باتفاق الجميع يلاقي القبول الشامل من فئات المجتمع .
هذه ليست حواجز نفسيه او خاطريه بل هي حواجز دفاعيه لتحمي المنظومة الواحدة من سلب مواطنها
وقبل نشأة الزوايا المختلفة ذات الخاصية الواحدة وفي طور تأسيسها كانت الرسالة واضحة لتخطي الحواجز في ظل تحرك العقول الواعية والأقلام الهادفة والمثقفة لمحاولة إنجاز العمل بصورة جميلة ذات أبعاد اجتماعية تضمن توافق اجتماعي يلاقي قبول جميع فئات المجتمع المختلفة .
هنالك عقول واعيه تستطيع ان تميّز أقلام الفلسفه والمتفلسفه
وكان العمل على قدم وساق بعقول ناضجة ذات فكر راقي ذو مسئولية بأبعاد تلك الرسالة . فكان بمقدور تلك العقول قيادة أي منظومة ما لتخطي جميع الحواجز وفق نتائج مرضية للجميع والانتقال من مرحلة الى مرحلة أفضل .
هذا دليل أنك تعني العمل على وجود منظومة جديدة؟؟؟ ولصالح من؟؟ ولماذا لم يتفق الآخرون ؟؟؟
الى أن ظهر مؤشر سلبي يدق ناقوس الخطر وينذر بتفكك وتناثر زوايا المنظومة الواحدة في الوقت الحالي وفي سنوات قادمة لجيل قادم ، من خلال تعدد الزوايا ذات الخاصية الواحدة وإتباعها بعض السياسات المختلفة والمتباعدة والتي ساهمت في عزوف وهجر العقول والأقلام المثقفة التي تنظر إلى المستقبل بنظرة مشرقة .
لعل التفكك خيالي والا اذا كان الشعار هو الشموليه فهذا يعني انه لا يوجد تفكك بالاساس بل نشأ فكرة جديدة تسمى الأصطياد للمنظومات تحت شعار الشموليه التي ليس لها أي مقّوم سابق
فتحولت العلاقة من طردية إلى عكسية لتباعد المسافة بين الهدف والتوافق الاجتماعي ، وبالتالي تعثر تخطي الحواجز وبمساهمة من الزوايا المتباعدة ذات الخاصية الواحدة والتي تحمل اختلاف النهج وتباعد الرؤى والتعصب في الخصوصية وكبح الحوار لأي رؤية مختلفة ومغايرة لها وذوبان الشمولية وتعدد الاتجاهات .
اذا مشروع الشموليه لم يكن ذو فائدة لأنه لم يدرس جيدا من جميع الزويا وكان الاجدر أن يتم دراسة الموضوع مع أهل الأختصاص
فالأغلبية من عقول وأقلام مثقفة وغيرهم أصابها اليأس والملل من السياسة المتبعة من جميع الزوايا المتباعدة والتي تحمل طابع الخصوصية في النهج وبلا ثوابت وقتل الشمولية اعتقادا بأن الشمول والعموم يقودها إلى التخلف وأن تلك الخصوصية هي الملاذ الآمن للزوايا المتباعدة .
قد تكون حقيقة ان الشموليه تقود الى التخلف لانها شعار شفاف لا يستند على نهج ولا ثوابت وهذا سبب فشلها
ففي ظل هذه السياسة المتبعة من الزوايا المتباعدة لم ينجح أحد على الإطلاق في تخطي الحواجز المرتبطة بالتوافق الاجتماعي ، وبحاجة إلى إعادة ترتيب أوراقها من جديد وتغيير بعض سياستها ونهجها.
ما بني على باطل فهو باطل والسراب لا يمكن ان يكون ماء
فعندما تتحرك العقول وتعفى العواطف مؤقتا ويحجز التعصب الفكري ويذوب الخصوصية ويوحد النهج الاجتماعي حتما سنتخطى الحواجز التي تقودنا إلى توافق اجتماعي شامل مرضي للجميع ولجميع فئات المجتمع .
اصبحنا لا نميز من هو صاحب العواطف الدائمة
فالجميع سينظر فقط إلى الزاوية التي ستحظى بالشمولية والبعد عن التعصب في الآراء والنهج والتي ستحقق طابع توافق اجتماعي شامل مقنع للجميع ولجميع فئات المجتمع ، والتي لديها القناعة التامة والقوة التي ستسعى إلى تخطى الحواجز في ظل سياسة ونهج جديد تقود جميع الزوايا إلى توافق اجتماعي شامل يحفظ كيان تلك المنظومة .
ذكرتني بشعار بني غانم الذي أخذل أهل الشموليه بعد وضع المسلسل
ودمتم بألف خير
أخوكم / السيف