نصيحة لي ولك ⸻
لا تظنّنّ أن صيامك ليوم عرفة سيغفر لك ما اقترفته من ظلمٍ لأخوتك في الميراث، أو حرمانك لعمتك من نصيبها المشروع!
ولا تتوهّم أن قيامك الليل وبكاءك في السجود، قد أنسى اللهَ أنك آذيت فلانًا عمدًا، أو لطّخت سمعة إنسان بكذبة، أو شاركت في شهادة زور أزهقت بها حقًا، أو أضعت بها عدلًا!
دموعك في الدعاء لن تمحو خطيئة أوجعت بها قلبًا، ولا ستعيد حقًّا ضائعًا بسببك، ولا سترمّم كسرًا أحدثته في نفسٍ مظلومة.
نعم، إن صيام يوم عرفة عظيم، أجره عظيم، وفضله عظيم…
لكنّه لا يمحو ظلم العباد، ولا يُسقط الحقوق، ولا يُطفئ نار القلوب المقهورة.
حقوق العباد لا تضيع…
لا يمحوها الزمن، ولا تُغفر بصيام، ولا تُنسى بحج،
ولا تُمحى بألف دعاء!
تذكّر العيون التي أبكيتها ظلمًا…
تذكّر القلب الذي كسرته بكلمة قاسية…
تذكّر السمعة التي دنّستها بكذبة…
كل ذلك لا يزال مكتوبًا في صحيفتك، ولا يزال في ذمّتك.
الحقوق لا تُنسى… ودعوة المظلوم لا تُرد.
وتوبتك لن تُقبل، ما دامت في رقبتك مظالم لم تُردّ!
فبالله عليك… لا تصم لتخدع نفسك،
ولا تزد من طاعاتك وأنت غارق في حقوق العباد!
عُد… واعتذر… وأصلِح…
ورُدّ ما استطعت من الحقوق إلى أصحابها…
حينها فقط، تكون التوبة صادقة…
وحينها فقط، تُغفر الذنوب بحق.
يقول الله سبحانه وتعالى ﴿فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيرًا يره، ومن يعمل مثقال ذرةٍ شرًا يره﴾.
⸻بقلم الأستاذ محمد الخضيري الجميلي